السبت، 18 أغسطس 2012

عودة الجيش للثكنات مصلحة مصرية





عبر محللون وعسكريون مصريون عن اعتقادهم بأن عودة الجيش وقادته للتفرغ لمهمتهم الأساسية في حراسة الحدود وحفظ الأمن القومي لمصر أمر يصب في مصلحة الجيش، الذي انشغل قادته بالتطورات السياسية المتلاحقة بعدما تسلم المجلس الأعلى للقوات المسلحة السلطة لنحو عام ونصف مع تنحي الرئيس السابق حسني مبارك.
وكان الرئيس المصري محمد مرسي قرر قبل أيام إحالة رئيس المجلس العسكري وزير الدفاع المشيرحسين طنطاوي ونائبه رئيس الأركان الفريق سامي عنان على التقاعد، في سلسلة من القرارات شملت تنحية مدير المخابرات العامة وعددا من قادة الأفرع الرئيسية للجيش.
وجاءت قرارات الرئيس بعد أيام قليلة من هجوم رفح الذي نفذه مسلحون مجهولون وأدى إلى مقتل 16 وإصابة سبعة من عناصر قوات حرس الحدود في شبه جزيرة سيناء، في أكبر خسارة بشرية تلحق بالجيش المصري منذ عقود.
وقال الخبير العسكري اللواء ياسين سند للجزيرة نت إن قرارات مرسي مثلت نوعا من تجديد الدماء لقادة الجيش، خاصة أن المشير طنطاوي يبلغ من العمر 76 عاما وعانى مشكلات صحية، لا سيما بعد الجهد الذي بذله في الفترة الانتقالية بكل ما شهدته من صعوبات.
اتجاه عام
وحسب سند -الذي كان أحد أبرز قادة سلاح الصاعقة المصري- فإن تعيين وزير جديد للدفاع أصغر سنا يعني تجديدا في مختلف المناصب القيادية للجيش، ضمن اتجاه عام يعطي الفرصة للعناصر الشابة، وهو ما بدأ يحدث بالفعل، ومن شأنه أن يبعث النشاط والحيوية في مختلف قطاعات الجيش.

ويعتقد سند أن التغييرات كانت ضرورية ومتوقعة، لكن أحداث رفح ربما عجلت بها بعدما كشفت عظم الأخطار التي تحدق بمصر، وتقتضي أن يكون الجيش على أعلى مستوى من الاستعداد والتركيز.
ونفى سند ما ردده البعض من أن إقالة القادة البارزين من شأنها التأثير سلبا على الجيش ومعنوياته، وقال إن من يرددون ذلك يغفلون أن قرارات الرئيس تمت بالاتفاق مع المشير طنطاوي والفريق عنان، كما أن قادة الجيش -كما يؤكد سند- لم يكونوا طامعين في السلطة وكانوا ينتظرون الفرصة للعودة إلى مهمتهم الرئيسية.
جيل جديد
من جانبه، يرى المحلل السياسي د. عمرو الشوبكي أن قرارات الرئيس مرسي أنهت وضعا غريبا يتمثل في بقاء قائد الجيش في موقعه لـ23 عاما، فضلا عن اقتراب عمره من الثمانين عاما، وهو ما أثر سلبا على أداء المؤسسة العسكرية وأصابها بقدر كبير من الترهل.
وأضاف أن الطريقة التي أدار بها المجلس العسكري ورئيسه طنطاوي الفترة الانتقالية، وما تميزت به من تردد وضعف وانشغال بالتفاصيل، أثرت سلبا على مصر، وخصوصا على المؤسسة العسكرية التي كانت بحاجة إلى جيل جديد يقودها لتحقيق الهيبة والتماسك.

أما المحلل والصحفي وائل قنديل فيعتقد أن قرارات مرسي كان لها الفضل في الخروج الآمن للجيش من المستنقع السياسي الذي تورط فيه خلال الفترة الانتقالية التي أعقبت تنحي مبارك بضغط من الثورة الشعبية التي انطلقت في 25 يناير 2011.
وقال إن هجوم رفح وما شهده من قتل وإصابة عدد كبير من عناصر الجيش كان كاشفا لحالة الاسترخاء التي وصلت إليها المؤسسة العسكرية، وبالتالي كانت الحاجة ماسة لمثل هذه القرارات التي تعطي الفرصة للجيش للتفرغ لمهمته الطبيعية المقدسة التي أنشئ من أجلها.


المصدر:الجزيرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق